استكشاف
سارة البستاني، المرأة الوحيدة في عرض البحر

تم نشر هذا المقال في نشرة لوغي الاخبارية لشهر أيار مايو بالشراكة مع منظمة كلنا إرادة

 

في حين أن انطلاقة لبنان في عالم التنقيب عن الغاز في المناطق البحرية كانت نتائجها باهتة، كان ذلك بمثابة علامة فارقة بالنسبة للبلاد وللشابة الوحيدة على متن الحفارة البحرية.

سارة البستاني، 23 سنة، تخصصت في الدراسات البترولية وكانت متخرجة حديثا من الجامعة اللبنانية الأمريكية العام الماضي عندما استلمت عرضا للانضمام لفريق الحفارة التي تعمل على أول بئر استكشافية في لبنان، فاستهلت الفرصة وحصلت على الوظيفة.

في مقابلة معLOGI ، قالت البستاني: "التمكن من الحصول على وظيفة بعد التخرج من الجامعة لهو أمر مهم". "علاوة على ذلك، كان قد طال الحديث عن الاستكشاف. ومجرد أن تجربتي الأولى كانت جزءا من تجربة لبنان الأولى لأمر مذهل من حيث تطوير الذات".

حصلت البستاني على لقب مهندسة العمليات، وكانت مسؤولة عن متابعة التنفيذ السلس لخطط الحفر.

وقد أدركت في مرحلة مبكرة أنها ستكون الشابة الوحيدة من بين أكثر من 160 شخصًا على متن الحفارة البحرية ولعدة أسابيع متتالية. في هذا السياق، قالت البستاني: "راودتني بعض الشكوك عندما اكتشفت أنني سأكون المرأة الوحيدة على متن السفينة، وهذا أمر طبيعي".

بدأت الاطلاع عن الموضوع ووجدت أن هناك حركة عالمية لحث النساء على العمل في صناعة النفط والغاز – وهي حركة كان بإمكانها الانضمام إليها.

وقالت: "لا يسعنا نكران الفجوة بين الجنسين، وهي لها عدة أسباب – منها التصورات السائدة وحاجة النساء للدعم، ما يرتبط بمعايير اجتماعية وثقافية مفادها أن النساء لا ينتمين إلى عالم صناعة النفط والغاز الذي يهيمن عليه الذكور ".

"أعتقد أن النساء يتحملن أيضًا جزءًا من اللوم - هناك نقص في الوعي بيننا حول الأدوار التي يمكننا تأديتها. يقال لنا إنها صناعة صعبة ذات ظروف قاسية فتتزعزع ثقتنا بأنفسنا. في الوقت عينه، نرى رجالا يتقدمون إلى فرص حتى عندما لا يشعرون أنهم مؤهلون لها، أما النساء فلا".

وقالت: "كان علي أن أحرص على عدم رؤية نفسي بشكل مختلف، فلا أسمح لأي شخص آخر أن يراني بشكل مختلف".

قالت البستاني إنها قرأت عن تجارب متباينة لنساء خضن مغامرة مماثلة، إلا أن حالتها تضمنت بعض العقبات الصغيرة والمضحكة في بعض الأحيان، فعندما ذهبت لاستلام معدات الحماية الشخصية الخاصة بها بعد وصولها على متن الحفارة، وجدت البستاني أن حتى أصغر البدلات كانت كبيرة جدًا.

وأضافت: "اتصلت بالرجل المسؤول عن تنسيق المواد وسألته ما إذا كان بإمكانه التوصية على بدلات بأحجام أصغر بقليل، فإذا به يلتزم الصمت ليقول لي بعدئذ إن الحل الوحيد هو "الحصول على بدلة من شركة تويز آر أص".

في نهاية المطاف، قامت البستاني بغسل البدلات بالماء الساخن ليتقلص حجمها.

بعيدًا عن الجنسانية، هناك عدة خطوات يجب اتباعها للعمل في عرض البحر. أولاً، الحجر الصحي لمدة 14 يومًا نتيجة COVID-19، وهي فترة تتم تمضيتها في غرفة فندق تحتوي على شرفة، وهي ليست بجناح. أضف إلى ذلك رحلة بطائرة هليكوبتر من المدينة إلى سفينة الحفر Tungsten Explorer قبالة ساحل بيروت. أمضت البستاني 16 يومًا على متن السفينة لإتمام أول مهمة لها، وكان من المفترض أن تأخذ أكثر من أسبوعين إجازة قبل مهمتها الثانية. لكنها لم تتمكن من رؤية أسرتها سوى لمدة أربعة أيام قبل أن تخضع للحجر الصحي الثاني. استمرت المهمة الثانية لمدة 34 يومًا.

الحياة محددة بشكل صارم على متن السفينة، حيث يتم تقديم الوجبات ثلاث مرات في اليوم على فترة ساعتين. وتبدأ المناوبات من السادسة إلى السادسة، ولكن هناك عدد كبير من الأشخاص يعمل لفترة أطول. ينام شخصان في كل غرفة، على ألا يغطوا المناوبات عينها ليتمكنوا من البقاء بمفردهم لمدة 12 ساعة متتالية.

العمل متواصل على متن الحفارة، وكثيرون يصلون الليل بالنهار.

إضافة إلى الشعور بالتشوش، تتذكر بستاني أنها لم تر سوى اللون الأزرق لعدة أيام كان يظهر فيها الساحل ثم يختفي مع التفاف الحفارة بفعل التيار.

قالت البستاني: "إنها تجربة ممتعة على الرغم من الثقافة والقيم الذكورية التي تخلق تحديات متعلقة بكوني امرأة". "إن التمكن من إثبات القدرات يمكن أن يمثل تحديًا بحد ذاته أيضًا لأن الرجال يشككون في كفاءتنا، ما يعين علينا العمل بجد أكبر."

وأضافت: "لكن التحديات قائمة بغض النظر عن الجنس". "عليك أن تتعلم كيفية التعامل مع الأشخاص على متن الحفارة، من ثقافات وقيم مختلفة - فما قد يكون مقبولا لشخص ما قد لا يتقبله آخر".

"أرضية السفينة غير مستقرة – وهو أمر بحاجة لبعض الوقت ليعتاد المرء عليه".

أضف تعليق